نقاطع علبة ونشتري السوبر ماركت !
خلف الحربي
اتعاطف مع حملات المقاطعة لبعض السلع الاستهلاكية ولكنني لا أصدقها، بالنسبة لي هي مجرد ردود فعل إنترنتية يلجأ لها الناس بسبب يأسهم من وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك، صحيح أنني أرى بأن هذه الحملات إيجابية ولكنني لا أرى بأنها بداية وعي استهلاكي لأن المستهلكين الذي سيقاطعون علبة لبن بريال قد يتجاوزونها بالفعل ولكنهم سوف يشترون كل ما في السوبر ماركت استعدادا للشهر الفضيل وهكذا يوفرون ريالا وينفقون ألف ريال مقابل سلع أكبر بكثير من حاجتهم.
إنها نكتة السعودي الذي أراد أن يعمل ريجيما فألتهم خروفا كاملا ثم طلب (دايت كولا) !.. ففي كل عام تظهر المقالات ورسوم الكاركاتير التي تسخر من هجوم الناس على الأسواق لشراء (مقاضي رمضان) بكميات مبالغ فيها بل أن الناس يسخرون من أنفسهم حين يعودون إلى البيت محملين بأغذية تكفي لإنهاء مجاعة القرن الأفريقي ولكن هذه السخرية مهما تكررت مع مرور السنوات لا تغير شيئا من عاداتنا الاستهلاكية الغريبة التي تشجع التجار على زيادة الأسعار.
في أغلب دول العالم يدقق المستهلكون في حجم العبوة وتاريخ الصلاحية ثم يفكرون لثوان ما إذا كانوا يحتاجون هذا الحجم أم يبحثون عن حجم أصغر، بالنسبة لنا هذا السلوك يعتبر (طفاسة) !.. فنحن حين تمر عرباتنا على رفوف السوبر ماركت نأخذ الأشياء بشكل تلقائي دون تفكير بل أننا إذا لم نعرف ماركة السلعة التي كتبتها أم العيال في ورقة المقاضي نختصر الوقت في أخذ ماركتين من نفس السلعة كي تختار بينهما عملا بنظريتنا الأصيلة (الزود ولا النقص)!.
في السوبر ماركت عادة ما يثير استغرابنا الخواجة الذي يشتري (نصف بطيخة)، هو من وجهة نظرنا بخيل، وحتى لو عرفنا بأنه يعيش وحيدا ولا يحتاج أكثر من نصف بطيخة لقلنا أنه نظامي أكثر من اللازم إلى درجة أننا سنشك في أنه يعمل في (الأحوال المدنية حقة الخواجات).. لذلك لا يمكن أن نتحدث عن وعي استهلاكي بينما نحن لا نعترف بأقدم وأبسط سلوك إنساني عقلاني وهو (الشراء على قدر الحاجة) !.
أغلب المستهلكين (بما فيهم محاكيكم) لديهم قناعة تامة بأن سلوكهم في السوبر ماركت غير طبيعي ولكنهم عادة مايعملون ضد هذه القناعة حين يدخلون من البوابة الزجاجية للسوبر ماركت.. أظن والله أعلم أن التجار عملوا لنا عملا سحريا وخبأوه بين رفوف الشوربة والشعيرية وأتمنى أن تقوم الفرق المتخصصة بمكافحة السحر والشعوذة بالبحث عن هذه الطلاسم وفك السحر كي لا نهجم على كل ما في السوبر ماركت ثم نشكوا من التجار الذين استغلوا الفرصة.. أعتقد بأننا نحتاج إلى حملة لمقاطعة المستهلك السعودي في داخلنا !.
خلف الحربي
اتعاطف مع حملات المقاطعة لبعض السلع الاستهلاكية ولكنني لا أصدقها، بالنسبة لي هي مجرد ردود فعل إنترنتية يلجأ لها الناس بسبب يأسهم من وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك، صحيح أنني أرى بأن هذه الحملات إيجابية ولكنني لا أرى بأنها بداية وعي استهلاكي لأن المستهلكين الذي سيقاطعون علبة لبن بريال قد يتجاوزونها بالفعل ولكنهم سوف يشترون كل ما في السوبر ماركت استعدادا للشهر الفضيل وهكذا يوفرون ريالا وينفقون ألف ريال مقابل سلع أكبر بكثير من حاجتهم.
إنها نكتة السعودي الذي أراد أن يعمل ريجيما فألتهم خروفا كاملا ثم طلب (دايت كولا) !.. ففي كل عام تظهر المقالات ورسوم الكاركاتير التي تسخر من هجوم الناس على الأسواق لشراء (مقاضي رمضان) بكميات مبالغ فيها بل أن الناس يسخرون من أنفسهم حين يعودون إلى البيت محملين بأغذية تكفي لإنهاء مجاعة القرن الأفريقي ولكن هذه السخرية مهما تكررت مع مرور السنوات لا تغير شيئا من عاداتنا الاستهلاكية الغريبة التي تشجع التجار على زيادة الأسعار.
في أغلب دول العالم يدقق المستهلكون في حجم العبوة وتاريخ الصلاحية ثم يفكرون لثوان ما إذا كانوا يحتاجون هذا الحجم أم يبحثون عن حجم أصغر، بالنسبة لنا هذا السلوك يعتبر (طفاسة) !.. فنحن حين تمر عرباتنا على رفوف السوبر ماركت نأخذ الأشياء بشكل تلقائي دون تفكير بل أننا إذا لم نعرف ماركة السلعة التي كتبتها أم العيال في ورقة المقاضي نختصر الوقت في أخذ ماركتين من نفس السلعة كي تختار بينهما عملا بنظريتنا الأصيلة (الزود ولا النقص)!.
في السوبر ماركت عادة ما يثير استغرابنا الخواجة الذي يشتري (نصف بطيخة)، هو من وجهة نظرنا بخيل، وحتى لو عرفنا بأنه يعيش وحيدا ولا يحتاج أكثر من نصف بطيخة لقلنا أنه نظامي أكثر من اللازم إلى درجة أننا سنشك في أنه يعمل في (الأحوال المدنية حقة الخواجات).. لذلك لا يمكن أن نتحدث عن وعي استهلاكي بينما نحن لا نعترف بأقدم وأبسط سلوك إنساني عقلاني وهو (الشراء على قدر الحاجة) !.
أغلب المستهلكين (بما فيهم محاكيكم) لديهم قناعة تامة بأن سلوكهم في السوبر ماركت غير طبيعي ولكنهم عادة مايعملون ضد هذه القناعة حين يدخلون من البوابة الزجاجية للسوبر ماركت.. أظن والله أعلم أن التجار عملوا لنا عملا سحريا وخبأوه بين رفوف الشوربة والشعيرية وأتمنى أن تقوم الفرق المتخصصة بمكافحة السحر والشعوذة بالبحث عن هذه الطلاسم وفك السحر كي لا نهجم على كل ما في السوبر ماركت ثم نشكوا من التجار الذين استغلوا الفرصة.. أعتقد بأننا نحتاج إلى حملة لمقاطعة المستهلك السعودي في داخلنا !.